تنمية المهارات الاجتماعية لدى أطفالكم من خلال قضاء وقت ممتع مع العائلة

إن مشاهدة طفلكم الصغير وهو يكبر ويجتاز مراحل النمو المختلفة تبعث على الشعور بالامتنان عند الوالدين. ستلاحظون التغيرات التي تطرأ على جسم طفلكم ونمو قدراته الذهنية بشكل كبير وستبدأ قدرته على التفاعل والتعلم من البيئة المحيطة به في تشكيل مهاراته الاجتماعية. وتذكروا جيداً أن معدل النمو يختلف من طفل لآخر وربما يصل طفلكم إلى مراحل متقدمة من النمو قبل أو بعد المعدل الطبيعي لذلك, أخبروا طبيبكم إن كانت لديكم أي مخاوف بهذا الشأن.

غالباً ما يترقب الأهل علامات مختلفة لقياس مدى تطور المهارات الاجتماعية لدى أطفالهم. ونورد هنا بعض الأمثلة عما يمكن للأهل اعتبارها علامات إيجابية على ذلك:

  • القدرة على التفاعل الاجتماعي بثقة مع الكبار.
  • القدرة على التعبير بوضوح عن رغباتهم وحاجاتهم.
  • التواصل مع الأشخاص الذين يقابلونهم للمرة الأولى دون خجل.

في حين تبرز العلامات التالية كدلائل على خلل في تطور المهارات الاجتماعية لدى الأطفال:

  • عندما يكون الطفل هادئاً ومتحفظاً بين الآخرين
  • عندما يغمض الطفل عينيه عند تعرضه لجو صاخب
  • عندما يمشي الطفل في كثير من الأحيان على أصابع قدميه

ويرى الخبراء بأن قدرة الطفل على التعامل والتفاعل مع الوسط الاجتماعي تستند إلى مرحلتين من السلوك الاجتماعي:

السلوك الداخلي: حيث يعالج الطفل الوسط المحيط

يحلل الأطفال كل ما يحيط بهم من أجل فهم الجو الاجتماعي المتعلق بأفراد عائلتهم أو الأشخاص الآخرين وذلك ليتمكنوا من التعرف على هؤلاء الأشخاص وعلاقتهم بهم في مرحلة لاحقة. كما يتمكن الأطفال من خلال تحليل هذه الأمور من إدراك المشاعر التي يظهرها الآخرون تجاههم سواء كانت سلبية أو إيجابية.

السلوك الخارجي: كيف يتصرف الطفل بعد تحليل المحيط

يطور الطفل فهماً أفضل لكيفية التعامل مع الغرباء مقابل الوجوه المألوفة لديه. وتتواصل هذه العملية لدى الطفل من خلال التواصل باستخدام التعابير مثل الابتسامات ومن خلال الكلمات الأساسية عندما يطور الطفل مهاراته اللغوية. ويتواصل تنمية مهارات الأطفال من خلال بعض التصرفات مثل اللعب وتعلّم كيفية ممارسة أنشطة معينة مثل انتظار الطفل دوره في لعبة معينة يشاركه فيها أشخاص آخرون وتعلم كيفية بناء الصداقات وكذلك تعلم معاني التعابير السلبية وكيفية التعبير عنها.

هل كنتم تعلمون؟

منذ نشأتهم، يبدأ الأطفال بتعلّم أساسيات التواصل واتخاذ القرارات والوعي الذاتي والتنظيم. وتشكل هذه الأمور اللبنات الأساسية في تطوير المهارات الاجتماعية لدى الأطفال. كما يساهم الجو العائلي والوسط المحيط في تعزيز القدرات العاطفية والاجتماعية لدى الطفل.

لذلك فإن قضاء وقت ممتع مع العائلة هو أساس تطور السلوك الاجتماعي وتنمية مهارات الاطفال. يساهم التفاعل مع أفراد العائلة في بناء أسس المهارات الاجتماعية التي تتطور بمرور الوقت أثناء تعلم الطفل كيفية التفاعل مع العالم من حوله.

دعونا نلقي نظرة على بعض الأشياء البسيطة ذات التأثير الكبير والتي يمكنكم تنفيذها معاً كعائلة. أن الأمر يتعلق “بقضاء وقت ممتع مع العائلة” من حيث النوعية وليس “الكمية”.

1. أطلقوا العنان لخيال طفلكم

إن ما ترونه كصندوق من الورق المقوى قد يراه طفلكم على أنه طائرة! وبالنسبة للطفل، فإن كل ما يلزم لإقامة حفل موسيقي هو زجاجة وصحن.

يمكنكم أثناء اللعب مع أطفالكم في حديقة المنزل أن تتظاهروا بأنكم تائهون في الغابة. انظروا إلى الأشياء من حولكم كما ينظر لها الأطفال وبذلك سيعتبركم أطفالكم أصدقاءً لهم في مغامرة اكتشاف الغابة

2. احرصوا على أن يكون وقت النوم فرصة للشعور بالطمأنينة والأمان

شجعوا أطفالكم على رواية ما حدث معهم خلال اليوم – سواء الأنشطة التي استمتعوا بأدائها أو الأمور التي فكروا فيها. وقصّوا عليهم حكايات بصوت هادئ يغمرهم بالطمأنينة والأمان. واحرصوا على أن يكون آخر ما يدور في أذهانهم الفتية هو التحضير لنشاط جديد في اليوم التالي

3. اصطحبوا أطفالكم إلى أماكن محببة لديهم

يمكنكم البحث عبر جوجل عن مكان أو حدث قد يحبه طفلكم وستلاحظون مدى سعادته عندما يعرف أنكم تهتمون به. وإذا اصطحبتم الطفل إلى نشاط تعليمي فالأمر سيكون أفضل. كما يمكن أن يكون النشاط بسيطاً كمطاردة البط في الحديقة! واحرصوا على إضافة عنصر المفاجأة على الرحلة إذ أن مشاعر السرور تثري تجربة الطفل وتعزز إدراكه لقيمة التواصل الاجتماعي.

4. اخترعوا لغة جديدة

يحب الأطفال التصرفات الساذجة. وكلما تصرفتم أمامهم بشكل أكثر سذاجة سيثقون بكم أكثر ويتعاملون معكم كأصدقاء. ولذلك يمكنكم مثلاً تسمية النباتات بأسماء بشرية. وإذا أشار طفلكم إلى تمساح في حديقة الحيوان ودعاه باسم “مفتاح” فاحرصوا على أن تدعوا التمساح بهذا الاسم كلما شاهده طفلكم. للأبد

5. أصغوا لهم

ربما لا يحظى الإصغاء إلى الأطفال بالاهتمام الكافي من معظم الأهالي، إلا أنه يعتبر من أهم أشكال التواصل مع الأطفال. احرصوا على الإصغاء إلى طفلكم وهو يحاول التعبير عن احتياجاته بطريقته الخاصة. واحرصوا على التواصل البصري مع الطفل كذلك. عبروا عن مشاعركم تجاهه بالإيماء عندما تشعرون أن الوقت مناسب لذلك وأظهروا له التعاطف والاهتمام والتقدير. سيسهم ذلك في منح طفلكم شعوراً بأهميته ومكانته ضمن العائلة.

قبل البدء بأي نشاط عائلي، أنشئوا مساحة آمنة لطفلكم ليشعر بالراحة فيها واحرصوا على التواصل الجسدي والبصري معه. وأخيراً، اختاروا نشاطاً بحيث يشترك فيه ويستمتع به جميع أفراد العائلة!

للأهل أثرٌ كبيرٌ على حياة أطفالهم منذ البداية.

من المهم أثناء النمو وتطوير مهارات الأطفال الاجتماعية أن تعطوا نفس الأهمية لنموه من جميع الجوانب مع توفير نظام غذائي متوازن يمنحه الفيتامينات والمعادن وبقية العناصر الغذائية التي يحتاجها للحفاظ على مستوى من الطاقة يناسب الأنشطة التي مارسها على مدار اليوم. وبالنسبة للغذاء، يحتوي حليب “بيبيلاك جونيور” على (PreciNutri) وهي مكونات مميزة من الحديد والبريبايوتكس وفيتامين “د” ويوفر للطفل تغذية صحية تسهم في تنمية السلوك الاجتماعي الإيجابي لديه. وبذلك يمكنكم قضاء وقت أكثر نشاطاً ومتعة مع أطفالكم.