د. أيمن عبيد -اختصاصي الأطفال- عيادة خاصة
نعبر عن حبنا لأبنائنا بطرق مختلفة. فنحن نعبر عنه بالوقت الذي نقضيه معهم، أوالدعم النفسي والتربوي الذي نقدمه لهم، أومن خلال الألعاب والملابس التي نشتريها لهم، إلا أننا قد نتساهل أحياناً فيما نقدمه لهم من غذاء، فنجد البعض غير مهتم كثيراً بنوعية الطعام الذي يقدم لهم وإذا اهتم بنوعية الطعام فقد يكون ملماً فقط بمكوناته الأساسية مثل البروتين والدهون والكربوهيدرات.
لكن هذا ليس كل شيء، فهناك الكثير من الإضافات التي يجب أن تكون متوفرة في الغذاء سواءً الأكل أو الحليب مثل العناصر الغذائية المفيدة الأخرى من المعادن والفيتامينات والبكتيريا النافعة وغيرها من العناصر الغذائية التي قد لا ننتبه اليها عندما نختار الطعام المناسب لأطفالنا.
و نظراً لوجود العديد من المصادر المتناقضة، فهناك حيرة كبيرة لدى الآباء والأمهات بشأن ما هو مناسب لأطفالهم. سنتكلم في هذه المقالة عن الحليب الأنسب لدعم تطور الأطفال بعد السنة الأولى وحتى السنة الثالثة.
قد يعتقد البعض أن هناك تسويقاً مقصوداً لتركيبة الحليب ما بعد السنة، ولكن ما هو معروف أن الوصول إلى هذه التركيبة بشكل مناسب سيكون صعباً، فيحتاج الوالدان إلى تخفيف الحليب قليل الدسم للوصول الى نسبة البروتين المناسبة وإضافة كمية مخصصة من الخضروات لتقديم المستويات المطلوبة من الزنك والحديد وفيتامين (د).
لذا فان التركيبة الجاهزة يمكن أن تعوض عن أوجه التقصير التغذوي التي قد تحدث أثناء الفترة الانتقالية من تغذية الرضع إلى غذاء العائلة، ولا سيما عندما تسود أنماط غذائية سيئة لدى العائلة
وقد يسأل سائل لماذا هذا الاهتمام بهذه الفترة الزمنية من عمر الطفل، والجواب يأتي من خلال النظر الى المخططات في الأسفل.
حيث نلاحظ التطور السريع والملحوظ في وزن الطفل خلال السنوات الأولى من عمره والتي تصل من ١٠ إلى ٢٢ جراماً في اليوم بينما هي أقل من ذلك بكثير في باقي المراحل من عمره، وإلى جانب زيادة الوزن، سنلاحظ أيضاً تطوراً مستمراً فى الحجم وفي الأعضاء الداخلية والدماغ بناءً على حجم الطفل.
كما أن معظم الوظائف الإدراكية والحركية تتطور في هذا العمر، بل ويكتمل بعضها في هذه المرحلة الحساسة من عمر الإنسان.
ينمو الطفل بنسبة ٢٥% في الطول ويزداد وزنه بنسبة ٤٠% خلال هذه الفترة القصيرة من عمره.
ندرك من ذلك كله أهمية احتواء الغذاء بشكل عام والحليب بشكل خاص على كل العناصر الغذائية التي تعزز هذا النمو السريع على جميع الأصعدة.
والآن دعونا نتعرف على أهم ما يميز تركيبة الحليب الصناعي الخاصة للأطفال بعد السنة الأولى.
يحتوي الحليب الصناعي الخاص على نسبة أعلى من فيتامين (د) والحديد. وفي دراسة كبيرة أجريت في استراليا تبين أن الأطفال الذين يتناولون هذه التركيبة نسبة إصابتهم بالانيميا وبنقص فيتامين (د) أقل بكثير ممن يتناولون حليب البقر.
كما أن هذه التركيبة الخاصة بالأطفال تحتوي على نسبة أكبر من فيتامين (ج) والزنك وهي عناصر بالغة الأهمية لنمو الطفل.
وفي دراسة نُشرت في مجلة كامبريدج تبين أن حمض ألفا ليبويك متوفر بنسبة أكثر بكثير لدى الأطفال الذين يتناول تركيبة الحليب الصناعي الخاصة مقارنة مع من يتناولون حليب البقر
وأخير وكما هو مصرح به في معظم الدراسات التي تقارن بين أنواع الحليب، فإن نسبة البروتين في الحليب البقري هي أعلى بكثير من النسب المسموح بها عالمياً مما يشكل عبئاً على الكلى لدى الأطفال.
النسب المسموح بها عالمياً مما يشكل عبئاً على الكلى لدى الأطفال.
تنويه: بيبيلاك ليس مؤلف هذه المقالة وقد كتبها د. أيمن عبيد وهو مالك المحتوى.
عرض المصادر- J. Walton and A. Flynn, “Nutritional adequacy of diets containing growing up milks or unfortified cow’s milk in Irish children (aged 12–24 months),” Food & nutrition research, vol. 57, p. 21836, 2013.
- B. Sandström, Å. Cederblad and B. O. Lönnerdal, “Zinc absorption from human milk, cow’s milk, and infant formulas,” American Journal of Diseases of Children, vol. 137, p. 726–729, 1983.
- A. L. Lovell, P. S. W. Davies, R. J. Hill, T. Milne, M. Matsuyama, Y. Jiang, R. X. Chen, T. A. Wouldes, A.-L. M. Heath, C. C. Grant and others, “Compared with cow milk, a growing-up milk increases vitamin D and iron status in healthy children at 2 years of age: the Growing-Up Milk–Lite (GUMLi) randomized controlled trial,” The Journal of nutrition, vol. 148, p. 1570–1579, 2018.
- J. Ghisolfi, M. Fantino, D. Turck, G. P. de Courcy and M. Vidailhet, “Nutrient intakes of children aged 1–2 years as a function of milk consumption, cows’ milk or growing-up milk,” Public health nutrition, vol. 16, p. 524–534, 2013.