يعتبر فقر الدم بسبب نقص الحديد واحد من أكثر أسباب فقر الدم شيوعا. حيث تصل النسبة حول العالم لما يقارب 25% وتختلف من منطقة لأخرى. فهي أكثر في الدول النامية. واحدة من أهم أسباب نقص الحديد في الأطفال زيادة حاجة الطفل للحديد نتيجة زيادة الوزن والنمو. في المقابل قلة المصادر الغذائية الغنية بالحديد وامتصاصها في الجسم قبل عمر السنتين. بالإضافة لاعتماد الكثير من الأطفال على الحليب البقري بعد عمر السنتين كجزء أساسي من التغذية وعلى حساب الأغذية الغنية بالحديد. (11)

مشكلة فقر الدم بسبب نقص الحديد في الأطفال انها قد تكون بلا أعراض أو أعراض غير ملحوظة. بل الأسوء أنها تؤثر سلبيا على التطور العصبي المعرفي للطفل. فقد وجد أن الأطفال الذين يعانون من نقص حديد لمدة طويلة أكثر عصبية وأقل تحمل للمشاكل وأكثر سلبية وكانوا أكثر قلقا وترددا. و قد تستمر هذه الاثار حتى إذا تم علاج الطفل (7)

يرتبط نقص الحديد بالتغيرات الإدراكية عند الأطفال لأن الحديد يدخل في نمو خلايا الدماغ المسؤولة عن الادراك والمشاعر وغيرها. لذلك فنقصه له علاقة وثيقة بالاكتئاب والتوتر. حتى انه يزيد نسبة الإصابة بفرط الحركة وتشتت الانتباه في الأطفال احدى الدراسات أن هناك أيضا علاقة بين شدة فقر الدم وحدة اعراض مرض فرط الحركة وتشتت الانتباه. الأطفال الذين يعانون من نقص حديد شديد كانوا أكثر فرط حركة وأكثر تشتت انتباه وسوء تركيز من غيرهم مما يفسر 30% من حدة الأعراض حسب ما ذكرت الدراسة. (8)

أما عن علاقة نقص الحديد بمرض التوحد. فالتوحد هو مرض متعدد العوامل يفقد فيه الطفل القدرة على التواصل والتفاعل مع من حوله ولأن الحديد مهم لهذه الوظائف فمن يعانون من نقص حديد من أطفال التوحد كانت الأعراض عندهم واضحة وأشد. كما ان النسبة الأعلى لنقص الحديد كانت في أطفال التوحد (5)

وفي دراسات متعددة راقبت الأطفال الذين كانوا يعانون من فقر دم في عمر مبكر على عمر الخمس سنوات والعشر سنوات. وجدت الدراسات أن تأثير نقص الحديد استمر طيلة السنوات حتى بعد ضمان أخذ العلاج وتحسين كل قراءات الفحوصات المخبرية. ولكن تحصيلهم المدرسي أقل وحركات اليد الدقيقة كانت أضعف (9) (10)

من الأفضل تشخيص فقر الدم مبكرا وعلاجه بل الوقاية منه حتى لا يكون التأثير على الطفل دائما.

الدكتورة منار الشوابكة

أخصائي أطفال وحديثي الولادة

عرض المصادر