التغذية هي دائماً أساس الصحة الجيدة والنمو خصوصاً في السنوات الأولى من الحياة . إن عدم تناول الأطفال الكمية المطلوبة والمناسبة من العناصر الغذائية الكبرى مثل البروتين والدهون والكربوهيدرات وكذلك الكميات المناسبة من العناصر الغذائية الصغرى مثل فيتامين (أ) واليود والزنك والحديد وغيرها من المكونات، سينتهي بهم غالباً إلى المرض وتأخر النمو العقلي والحركي مما يؤدي إلى آثار ضارة وخطيرة ترافقهم إلى ما بعد مرحلة الطفولة أو ربما تتسبب لهم بالوفاة.

إضافة إلى ذلك، لابد من الأخذ في الاعتبار أن التغذية المثالية في مرحلة الطفولة المبكرة هي أمرٌ أساسي وضروري جداً، وذلك لأن انعكاس الآثار السيئة للتغذية بعد تجاوز سنتين من الحياة يصبح أمراً معقداً للغاية.

إن العلاقة بين التغذية والصحة والتعلم (الإدراك) هي علاقة قوية جداً؛ وذلك لأن التغذية هي أحد العوامل الثلاثة الرئيسية التي تؤثر على نمو الطفل، بينما تمثل الجينات والبيئة العاملان الآخران.

بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وثلاث سنوات، نتوقع أن يظهر الطفل تطوراً في العديد من الجوانب الاجتماعية والمعرفية والحركية، مثل البدء في التعامل مع الألعاب، وكذلك اللعب المتوازي الذي يتطلب وجود التشجيع والاهتمام من جانب الكبار، والبدء في حساب الأرقام، واللعب مع الأطفال الآخرين، فقد يفضل الطفل اللعب مع الأطفال من نفس جنسه أو الألعاب التي يراها تمثل نفس الجنس، إضافة إلى إظهاره ارتباطاً قوياً بالوالدين.

ومن الحقائق المهمة أيضاً هي أن الأطفال الصغار يحتاجون إلى سبعة أضعاف من العناصر الغذائية التي يحتاجها البالغين؛ وذلك بسبب النمو السريع والمتطلبات المتنوعة على الرغم من أن الأطفال لديهم معدة أصغر بخمس مرات من البالغين. فعلى سبيل المثال: هم يحتاجون إلى حديد أكثر 5 مرات * و7 أضعاف فيتامين (د) و3 أضعاف من الأحماض الدهنية الأساسية.

تمتاز المرحلة المبكرة من حياة الطفل بالنمو والتطور السريع للغاية. فالعديد من الأعضاء مثل القناة الهضمية والبنكرياس والأنسجة الدهنية والدماغ لا تزال في طور النمو طوال فترة الرضاعة والطفولة المبكرة. العديد من الاعضاء لا تزال قيد النمو من مرحلو الطفولة حتى سنين المراهقة الاولى

و اذا اخذنا بعين الاعتبار ان حجم الجسم يتضاعف و الوزن يزداد بمقدار خمسة اضعاف, فأن كم المواد الغذائية المطلوبة لتبلي حاجة الجسم تكون عالية

يتعارض القصور الإجمالي للطعام في المرحلة الأولى من الحياة مع نمو الدماغ إلى جانب تسببه بمشاكل أخرى على المدى الطويل في النمو، ووظيفة المناعة، والنمو المعرفي، والحركي، والسلوك، والأداء الأكاديمي.

فقد أظهرت دراستين أن نقص الحديد قد يجعل الأطفال أكثر قلقاً، وغير سعداء، ومنغلقين على أمهاتهم، إلى جانب قلة تفاعلهم.

وفيما يتعلق بفيتامين (د) الضروري لصحة العظام، توصلت الدراسات السريرية إلى أن هناك علاقة مهمة بين نقص فيتامين (د) والنمو السليم للدماغ ووظائفه؛ فقد كان المشارك المصاب بنقص فيتامين د غير اجتماعي، يبكي بدون سبب، إلى جانب إظهاره صعوبة في الكلام وتأخراً في النمو.

د. عامر حناقطة

أخصائي أطفال وحديثي الولادة

عرض المصادر
  • Viteri FE, Gonzalez H. Adverse Outcomes of Poor Micronutrient Status in Childhood and Adolescence. Nutrition Reviews 2002; 60(5):S77–S83
  • Fewtrell M, Bronsky J, Campoy C, et al. Complementary Feeding: A Position Paper by the European Society for Paediatric Gastroenterology, Hepatology, and Nutrition (ESPGHAN) Committee on Nutrition. J Pediatr Gastroenterol Nutr. 2017;64(1):119-132.
  • Energy- EFSA 2013; Protein- EFSA 2012, Micronutrients- Nordic Nutrition Recommendations 2012
  • Guideline: Daily iron supplementation in infants and children. Geneva: World Health Organization; 2016.
  • Lozoff B, Beard J, Connor J, Barbara F, Georgieff M, Schallert T. Long-Lasting Neural and Behavioral Effects of Iron Deficiency in Infancy. Nutr Rev. 2006; 64 (5 Pt 2): S34–S91
  • Alles M, et al. Nutritional Challenges and Opportunities during the Weaning Period and in Young Childhood. Ann Nutr Metab. 2014; 64: 284–293.
  • Arfaj LK, Alainain S, Al-Agha AE. The Benefit of Vitamin D Therapy on Psychological Aspects in Children and Adolescents in Western Saudi Arabia. J Diabetes Metab. 2017; 8 (6): 1-4.
  • WHO, 2013.